فصل: خروج الياس بن إسحق.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.خروج الياس بن إسحق.

قد تقدم لنا انتقاض إسحق وابنه الياس بسمرقند سنة إحدى وثلثمائة وكيف غلبهم القائد حمويه وسار بإسحق إلى بخارى ومات بها ولحق ابنه الياس بفرغانة فأقام بها إلى سنة ست عشرة وثلثمائة وأجمع المسير إلى سمرقند واستظهر بمحمد بن الحسين بن مت من قواد بني سامان واستمد أهل فرغانة من الترك فأمدوه واجتمع إليه ثلاثون ألف فارس وقصد سمرقند وبعث السعيد للمدافعة عنها أبا عمرو ومحمد بن أسد وغيره في ألفين وخمسمائة راجل فلما ورد الياس كمنوا له بين الشجر حتى إذا اشتغلت عساكره بضرب الأبنية خرجوا عليه فانهزم الحسن بن ست ولحق بأسفيجاب ومنها إلى ناحية طراز وكريت فلقيه دهقان الناحية فقتله وأنفذ رأسه إلى بخارى ثم استمد الياس صاحب الشاش وهو أبو الفضل بن أبي يوسف فأمده بنفسه وبعث إليه أليسع بالمدد وعاود محاربة الوالي بسمرقند فانهزم إلى كاشغر وأسر أبو الفضل وحمل إلى بخارى فمات بها وسار الياس إلى كاشغر وصاحبها طغاتكين من ملوك الترك فصاهره بابنته وأقام معه.

.استيلاء السعيد على الري.

كان المقتدر قد عقد على الري ليوسف بن أبي الساج وسار إليه سنة إحدى عشرة وثلثمائة فملكه من يد أحمد بن علي أخي صعلوك وقد كان فارق أخاه صعلوكا وسار إلى المقتدر فولاه على الري ثم انتقض على المقتدر ووصل يده بما كان بن كالي قائد الديلم وأولاد الأطروش وهم بطبرستان وجرجان وفارق طاعة المقتدر فسار إليه يوسف بن أبي الساج وحاربه فقتله واستولى على الري ثم استدعاه المقتدر سنة أربع عشرة وثلثمائة إلى واسط لقتال القرامطة وكتب إلى السعيد نصر بن أحمد بولاية الري فاستخلف عليها وأمره بالمسير إليها وأخذها فاتك مولى يوسف بن أبي الساج فسار نصر السعيد لذلك أول سنة أربع عشرة وأربعمائة فلما وصل إلى جبل قارن منعه أبو نصر الطبري من الاجتياز به فبذل له ثلاثين ألف دينار واسترضاه وسار إلى الري فخرج عنها فاتك واستولى عليها السعيد منتصف السنة وأقام بها شهرين ثم عاد عنها إلى بخارى واستعمل عليها محمد بن علي الملقب صعلوك فأقام بها إلى شعبان سنة ست عشرة ومرض فكاتب الداعي وما كان بن كالي في القدوم ليسلم لهم الري فقدموا واستولوا على الري وسار صعلوك عنها فمات في طريقه وأقام الحسن الداعي بالري مالكا لها واستولى معها على قزوين وزنجان وأبهر وقم ومعه ما كان وكان أسفار قد استولى على طبرستان فسار الداعي وما كان إليه والتقوا على سارية فانهزم وقتل الداعي كما مر في أخبار العلوية بطبرستان.

.ولاية أسفار على جرجان والري.

كان أسفار بن شيرويه من أعيان الديلم وكان من أصحاب ماكان بن كالي وقد تقدم لنا أن أبا الحسن بن الأطروش ولى ما كان على استراباذ وأن الديلم اجتمعوا إليه وأمروه وأنه ملك جرجان واستولى بعدها على طبرستان وولى أخاه أبا الحسن بن كالي على جرجان وكان أسفار بن شيرويه من قواده فانصرف مغاضبا عنه سنة خمس عشرة وثلثمائة إلى بكر بن محمد بن أليسع بنيسابور فبعثه بكر إلى جرجان ليفتحها واضطرب أمر جرجان لأن ما كان ابن كالي اعتقل بها أبا علي الأطروش بنظر أخيه ابن كالي فوثب الأطروش على أخيه أبي الحسن وقتله وملك جرجان واستقدم أسفار بن شيرويه فقدم وضبط أمره وسار إليهم ماكان من طبرستان في جيوشه فهزموه واتبعوه إلى طبرستان فملكوها وأقاموا بها وهلك أبو علي ابن الأطروش بطبرستان فعاد ماكان بن كالي وأخرج أسفار بن شيرويه من طبرستان ثم زحف أسفار إلى الداعي وما كان والتقوا على السيارية فانهزم الداعي وماكان وقتل الداعي واستولى أسفار على طبرستان وجرجان والري وقزوين وزنجان وأبهر وقم والكرخ ودعا للسعيد نصر بن أحمد صاحب خراسان واستعمل على آمد هرون ابن بهرام يريد استخلاصه لنفسه لأن هرون كان يخطب لأبي جعفر من ولد الأطروش فولاه آمد وزوجه ببعض نساء الأعيان بها وحضر عرسه أبو جعفر وغيره من العلويين فهجم عليه أسفار يوم العرس فقبض على أبي جعفر والعلويين وحملهم إلى بخارى فاعتقلوا بها واستفحل أمر أسفار وانتقض على السعيد صاحب خراسان وعلى الخليفة المقتدر وسار السعيد من بخارى إلى نيسابور لمحاربته وأشار عليه وزيره محمد بن مطرف الجرجاني بطاعة السعيد وخوفه منه فقبل إشارته ورجع إلى طاعة السعيد وقبل شروطه من حمل المال وغيره ثم انتقض عليه مرداويح واستدعى ماكان من طبرستان وهزم أسفار وقتله وملك ما بيده من الأعمال كما يذكر في أخبار الديلم ثم ملك طبرستان وجرجان من يد ما كان فاستمد ماكان السعيد فأمده بأبي علي بن محمد المظفر فهزمها مرداويح وعاد أبو علي إلى نيسابور وماكان إلى خراسان.